حيّاك المولى ، إنّ الصحابي المُلقب بذي الشهادتين؛ يحسن بي في هذا المقام توضيحًا لعلوم أخر على النحو الآتي:

1. معنى ذو الشهادتين

حلق بذلك شهادة هذا الصحاب ، تكفي في الأمور التي تحتاج إلى شهادة شهادة من الثقات ؛ ومثالاً على ذلك ما كان من اشتراط أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- عند جمع القرآن الكريم ؛ شهادة رجلين ثبوتين على ثبوت الآية القرآنية في موضع محدد حتى تُكتب وتدون.

وقد جاء هذا الصحاب في أواخر سورة التوبة ؛ وشهدت الآيات الواقعة في أواخر سورة التوبة ؛ فقبل ​​أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- شهادته وحده ، وقال: “اكْتُبُوهَا فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَ شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْن”.

1. السبب في كون شهادته بشهادتين

أمّا السبب الذي جعله النبي شهادة هذا الصحابي بشهادتين ؛ وذلك لأنّه شهد للنبي -صلى الله عليه وسلم- توكيل الفرس من الأعرابي ؛ حيث صحّ في السنة أنّ النبي اشترى فرسه المُرتَجِز من أعرابي ، وأمره أن يلحقه إلى بيته ليعطيه الثمن ؛ فأسرع النبي -صلى الله عليه وسلم- في السير ، وأبطأ الأعرابي.

إقرأ أيضا:تجربتي مع حمض الفوليك للشعر

حتى اعترضه بعض الصحابة ، وجعلوا يساومونه على ثمن هذا الفرس ليشتروه ، ولم يعلموا أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد اشتراه ؛ فلمّا زاد بعض الصحابة في الثمن طمع هذا الأعرابي ، وأراد بيعه ؛ فخرج منه النبي وأخبره أنّه قد باعه ، فأقسم الأعرابي أنّه لم يبعه للنبي ، فوقف خزيمة -رضي الله عنه- وشهد للنبي -صلى الله عليه وسلم- ، فتعجب النبي من فعله ؛ إذًا كيف يشهد بذلك الأمر وهو لم يكن في مجلسه ؛ فقال له خزيمة: (بتَصديقِكَ يا رَسولَ اللَّهِ). [أخرجه أبو داود، وصحّحه الألباني]

إقرأ أيضا:أي أنواع البرمائيات التالية له غدة سامة خلف رأسه تستخدم في إبعاد المفترسات ؟

قاصداً بذلك صدق رسول الله في تبليغ الرسالة ، وبتأكيد الله -تعالى- على صدقه بوحي السماء ؛ فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- من وقتها ، وشهادة رجلين.